من اجل الدخل الاساسي العام

Admin المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 21/09/2019

من أجل حل نهائي لمحو الفقر المدقع، وإزالة تهديد هذا الخطر على حرية الإنسان واختيار نمط حياته.
من أجل دخل أساسي عام يبدأ الآن ب500 درهم في الشهر، مضمون لكل فرد صغير أو كبير، من الولادة إلى الممات وبدون شروط.
_____________________________
يشكل الفقر المدقع في المجتمع المغربي أكبر دليل على إفلاس نماذج الدولة التسلطية، مأساة إنسانية للملايين، وخطر يهدد ملايين أخرى بالسقوط فيه في أية لحظة.
كيف يمكن لنا أن نتحدث عن الحرية والمساواة والكرامة، والمعركة اليومية للملايين هي البحث عن الاكل.
كيف يمكن أن نتحدث عن حرية الانعتاق للمرأة ونساء مسنات تضحين بحياتهن في محاولة الحصول على كيس طحين.
كيف نحقق انعتاق المرأة من السلطة الرجولية وهدف الملايين منهن هو الزواج من رجل يكفل لهن الاكل والمبيت.
كيف أن نسعى إلى دولة ديمقراطية والملايين تبيع أصواتها مقابل ما يضمن لها وجبات غذاء لأيام معدودة.
كيف لدولة تنفق اكثر من 300 مليار سنويا وترفع نسبا ضريبية من بين الأعلى في العالم أن تعجز في مهمتها الأولى، حماية الضعيف.
ليس للفقراء أحزاب ولا نقابات تدافع عنهم. لديهم فقط المجتمع الذين يعيشون فيه. أملهم أن يقرر هذا المجتمع مد اليد إليهم. ليس فقط لمساعدتهم ولكن لأن الفقر هو أكبر تهديد لأمن الإنسان، أكبر مسبب لقبول الانسان بالعبودية، أكبر سند للانظمة الاستبدادية الشمولية.
بقدر ما يتحدث العديد عن العدالة الاجتماعية والمطالبة بالحقوق الإجتماعية، بقدر ما يتجاهلون هذه الملايين.
بقدر ما تتحدث أجهزة الدولة عن التنمية البشرية والتطور الانساني والصالح العام لتبرير قمعها للمجتمع بقدر عجزها تماما عن معالجة مسألة الفقر المدقع.
يتحدث آخرون عن ضرورة تجاهل أو تأجيل هذه المشكلة والتركيز على التطور الاقتصادي الكفيل بخلق رفاه يشمل الكل.
كم من نسبة نمو علينا أن نحققها وأي مستوى من الدخل القومي يجب أن نصلها لخلق هذا الرفاه ؟
يطرح العديد حلولا واقتراحات لمعالجة مخلفات الفقر، لمعالجة مشاكل وأمراض اجتماعية تنتج عن الفقر. ولا يطرح أحد معالجة مباشرة للفقر. لا يطرح أحد برنامج القضاء عليه كهدف اول. كمن يحاول معالجة الأعراض الناتجة عن مرض عضال دون الاهتمام بهاذا المرض.
علينا كليبراليين تقدميين أن نطرح حلا مباشرا، بسيطا وراديكاليا لهاذا المرض الإجتماعي. هذا الحل وكما اقترحه جل المفكرين الليبراليين هو الدخل الأساسي المعمم.
علينا أن نجعل من هذا الدخل أول بند في ميزانية الدولة وأساس الأمن الإجتماعي.
مبادرة الدخل الأساسي العام الذي نسميه "الأساس" يرتكز على المبادئ التالية :
1. ماهو الأساس؟
هو مبلغ محدد من المال يوزع كل شهر
- على كل مواطن من ميلاده الى وفاته
- دون أية شروط مسبقة وبدون أي مقابل
- ‏حماية هذا الدخل من اي اقتطاء او حجز من أية جهة كانت
- ‏كل مواطن له الحق في الأساس، غنيا أو فقيرا، ناشطا أو عاطل.
2. هل بامكان المجتمع تحمل أعباء وكلفة الأساس؟
نعم. ليس الأساس حلما أو مشروعا طوباويا. إنما هو فقط إختيار مجتمعي.
لن يلزم على الدولة خلق موارد أو ضرائب جديدة لتمويل هذا الدخل. فقط أن نحول استعمال بعض الموارد الحالية التي تخصص بدون جدوى للمساعدات الاجتماعية والدعم الاقتصادي.
3. هل تكفي هذه الموارد الحالية لتوزيع دخل أساسي يقضي حقيقة على الفقر؟
نعم. لنأخذ مثالا حقيقيا :
مصاريف صندوق المقاصة وصلت قبل سنوات الى أكثر من 45 مليار درهم. رغم تخفيض الدعم من طرف حكومة بن كيران، من الأرجح أن تصل هذه المصاريف إلى 20 مليار درهم في 2017.
يستفيد الكل من هذا الدعم وليس فقط الفقراء، وهو دعم يستفيد منه ايضا كل من يتاجر ويصنع ويستورد السلع المدعومة قبل أن يستفيد منه المواطنون.
من جهة أخري تصل الإعفاءات الضريبية المخصصة لبعض الشركات والقطاعات إلى 30 مليار درهم كل سنة على الأقل.
بند الدعم الإجتماعي للشغل يصل الى 4 مليار درهم، دون احتساب الإعفاءات من الضرائب والاقتطاعات التي تصاحب السياسات التشغيلية، دون جدوى تذكر.
بنود أخرى لدعم اجتماعي لا نعلم حقيقة نتائجه والمستفيدين منه تصل إلى أكثر من 6 مليارات أخرى.
تشكل اذا مجموع هذه الموارد فقط أكثر من 60 مليار درهم سنويا.
تتضارب الإحصائيات حول عدد الفقراء في المغرب وتتباين الارقام بين مليونين إلى 6 ملايين. سنوسع مفهوم الفقر ونأخذ كل الشرائح الهشة من المجتمع. لناخذ بحذر عدد المستفيدين من نظام المساعدة الطبية (RAMED) أي ما يقرب 10 ملايين.
60 مليار من الموارد توزع على 10 مليون نسمة تمنح 500 درهم كل شهر لكل فرد.
اما بالنسبة للشرائح الاجتماعية الأخرى والتي هي اقل احتياجا لهذا الدخل فنقترح موازنة تدريجية بإصلاح ضريبي يمكن من تمويل هذا الجزء بدون أن يشكل عبئا ماليا على أي فرد.
هكذا يستفيد منه الكل بصفة مباشرة أو بصفة غير مباشرة عبر الأمن والحماية من الفقر الذي تشكله هذه الآلية.
التفاتة أخيرة:
شهيدات القفة ،شهيدات19-11-2017 :
بوداح مسعودة، 79 سنة، 7 أبناء : دخلها الأساس كان سيكون 4000 درهم في الشهر
زهرة بونظار، 63 سنة، 6 أبناء : دخلها الأساس كان سيكون 3500 درهم في الشهر
خدوج باكر، 54 سنة، 8 أبناء : دخلها الأساس كان سيكون 4500 درهم في الشهر
كبيرة فاضلي، 53 سنة، 4 أبناء : دخلها الأساس كان سيكون 2500 درهم في الشهر
سعدية كحلة، 32 سنة، 4 أبناء : دخلها الأساس كان سيكون 2500 درهم في الشهر