الليبرالية الكلاسيكية: هي واحدة من أهم الفلسفات السياسية والاجتماعية الحديثة، وحقيقةً، إنَّ الجهود التي بذلها المؤمنون بهذه الأفكار كانت مهمة في جلب العالم الحديث إلى الوجود، فبدون الحملات والحجج والتفكير والتحليل للأشخاص الذين عَرّفوا بأنفسهم أنهم ليبراليون كلاسيكيون فإن العديد من السمات الأساسية للحداثة مثل النمو المكثف المستمر، وخصخصة الهوية الدينية، وإلغاء العبودية، وتحسين المعيشة لم تكن لتحدث.
على الرغم من أهميتها لا تزال الليبرالية الكلاسيكية اليوم مفهومة بشكل خاطئ، وغالبا ما يُساء تمثيلها (بشكل متعمد في كثير من الحالات)، ويتم خلطها بالخطأ بطرق أخرى للتفكير لا سيما المحافظة.
في المجال السياسي الأمريكي يتم استخدام مصطلح ليبرالي بطريقة مختلفة عن استخدامه في أوروبا، في أمريكا يستخدم هذا المصطلح لكي يعني به “ديمقراطي اجتماعي” وهذ ليس الحال في أوروبا، حيث يحتفظ الليبرالي بمعناه التقليدي والذي هو الليبرالي الكلاسيكي. السبب هو أن الولايات المتحدة الامريكية ومؤسساتها تم بناؤها على إرث الفلسفة الليبرالية الكلاسيكية، ولهذا نجد اختلافاً بين المحافظين في أوروبا والمحافظين في أميركا.
قام اليساريون في أمريكا بمحاولة سرقة مصطلح الليبرالية ونسبه لهم، في محاولة للتلاعب بالمصطلحات أمام الرأي العام، ولهذا تم في أمريكا إيجاد مصطلح آخر من أجل وصف الليبرالية الكلاسيكية وهو “الليبرتارية” رغم أن المصطلح أوسع بكثير.
يوضح الاقتصادي فريديريك هايك Frederick Hayek: الفرق بين المحافظين والليبرالين الكلاسيكيين وأيضاً اختلاف المفهومين بين أمريكا وأوروبا في مقال له باسم: (لماذا لست محافظاً: Why I am not a Conservative).....